عقود من الخبرة
تمتلك شركة الهلال خبرة ضليعة تمتد لأكثر من خمس وأربعين سنة على المستوى الإقليمي في مجال الأعمال النفطية والغاز، مختصة بصناعات المنبع. انطلقت نفط الهلال بأعمالها في مطلع سبعينيات القرن العشرين بصفتها أول شركة نفط إقليمية خاصة ومستقلة في الشرق الأوسط لتحصل على امتيازات التنقيب، وتعمل في تصنيع وبيع النفط الخام والصناعات النفطية والغاز الطبيعي. وبفضل الطيف الواسع من الأعمال الدولية التي أنجزتها الشركة منذ إنشائها في ظل ظروف وأوضاع مختلفة، اكتسبت الهلال خبرة قيّمة كشركة نفط تختص بصناعات المنبع. اضطلعنا بخبرة في المجالات التالية:
لم يكن من الممكن تحقيق تلك النجاحات دون ما تمتلكه شركة نفط الهلال من روح تواقة إلى الريادة ومعرفتها بمناطق العمل التي مكَّنت الشركة من تنفيذ عملياتها بكفاءة ونجاح. وبالتوازي مع هذه الدراية الإقليمية استطاعت شركة نفط الهلال أن تطور خبراتها العريقة ببرامج تسجيل البيانات الزلزالية، بما في ذلك معالجة وتفسير البيانات الزلزالية لاتخاذ القرارات السديدة بشأن مواقع آبار التنقيب والأهداف المرجوه.
استطاعت شركة نفط الهلال بكل نجاح أن تنقل تلك الحقول من دورة الحياة التقليدية إلى طريق التطور السريع، مستخدمةً أفضل الممارسات الدولية النفطية بسرعة استثنائية وتكلفة معقولة. اكتملت تلك الخبرات بعمليات التنقيب والاستخراج التي أُجريت في مناطق أخرى من العالم.
كما أن لشركة نفط الهلال خبرة بجميع جوانب إدارة خزانات الكربونات العميقة العالية الضغط وذات التركيب المعقد من خلال التشغيل الناجح لحقل مبارك. اتسم حفر حقل مبارك بالصعوبة بسبب ظهور طبقة سميكة من الملح البلاستيكي والتشققات والتدفقات المائية عالية الضغط والتسلسل المعقد للتكوينات العالية الضغط والمنخفضة الضغط. حققت شركة نفط الهلال الرقم القياسي العالمي في مطلع التسعينيات من القرن العشرين بحفرها أعمق بئر أفقية صغيرة نصف القطر، وأعمق حفرة صغيرة القطر مبطنة ببطانة قابلة للتمدد. كما حققت شركة نفط الهلال رقماً قياسياً عملياً بالانتهاء من مجمع مبارك (كي 2) ببرنامج مَثَّل تحدياً كبيراً اشتمل على الحفر الأفقي باستخدام تقنية شبكة الأنابيب الملتفة والانتهاء من مصفوفة معقدة على أعماق كبيرة.
تفخر شركة نفط الهلال بما لها من سمعة من حيث السرعة والجودة العملية وقدرتها على تشغيل الآبار في سرعة قياسية، والتفاني في توفير النفقات بصورة صارمة. أنجز حفر حقل مبارك (بئر استشكافي) في عام 1972، بوضع تطوير الحقل على نظام التشغيل السريع والانتهاء منه خلال 13 شهراً من الاكتشاف المؤكد للبئر، وحتى التشغيل الكامل بمعدل 60,000 برميل في اليوم، وهو ما يشكل رقماً قياسياً بالنسبة للوقت المستغرق لتشغيل حقل بحري بدءاً من تاريخ الاكتشاف.
في منطقة كردستان العراق، قامت شركة نفط الهلال بالتعاون مع شركتها التابعة دانة غاز بإبرام بروتوكول تحالف استراتيجي مع حكومة إقليم كردستان في عام 2007 لتقييم وتطوير ومعالجة وتسويق وبيع البترول من حقلي غاز كورمور وجمجمال. كانت المرحلة الأولى مخصصة لتوفير توريدات الغاز الطبيعي لإمداد محطتي توليد طاقة كهربائية عملاقتين بالوقود تم إنشاؤهما في أربيل وجمجمال، فضلاً عن الصناعات المحلية والتصدير. بدأ أول إنتاج للغاز من كورمور والإمداد لمحطتي الطاقة المحليتين في عام 2008، عقب توقيع العقد في إبريل 2007 بمدة 18 شهراً. يبلغ إنتاج محطة كورمور الحالي 320 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً من مبيعات الغاز (التي يجري إمداد محطتي توليد الطاقة بها)، و 14,000 برميل يومياً من الغاز المتكاثف و1,000 طن يومياً من الغاز المسال. تم إنشاء خط أنابيب طوله 180 كيلومتراً عبر بيئة جبلية قاسية مزروعة بالألغام في الطريق من جمجمال وحتى قطاع أربيل في ظل تحديات أمنية ولوجستية صعبة، فضلاً عن الأيدي العاملة المحلية غير المدربة. كشفت دراسة قياسية أجراها محللون مستقلون معنيون بقطاع النفط أن المشروع قد تفوق على مشروعات مشابهة أخرى في العراق بنسبة 25% من حيث التكلفة. إن حقيقة اكتمال المشروع بتكلفة أقل هي إنجاز مهم طبقاً للدراسة. نتجت تلك الإنجازات بصورة أساسية عن قدرة شركة نفط الهلال على تخفيف المخاطر الفنية والتجارية ومنهجيتها المرنة لإدارة المشروع والتخطيط السريع الإنجاز. كان مشروع مد خط أنابيب كورمور أول مشروع نفطي كبير تقوم به شركة خاصة في العراق منذ حرب الخليج، وهو ما يعكس روح الريادة لدى شركة نفط الهلال وتمكنها من التغلب على الظروف غير المواتية.
الموارد غير التقليدية
ومن المجالات الأخرى التي دخلت فيها شركة نفط الهلال مؤخراً وهو مجال الصناعات "غير التقليدية". أصبح تطوير الموارد غير التقليدية توجهاً صناعياً مهماً تتبناه التطورات الفنية في التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي، وهو ما أثر على الاقتصاد وأسواق الطاقة في أمريكا الشمالية بصورة كبيرة. كما أن التنقيب غير التقليدي قد بدأ في جذب مزيد من الاهتمام على الساحة العالمية، بما في ذلك منطقة الخليج العربي. وبوصفه جزءاً من التزام شركة نفط الهلال بأن تكون في صدارة التطورات التقنية المهمة في هذه القطاع فقد قمنا بتوقيع اتفاق دراسات مشتركة مع المجلس الأعلى للبترول بالشارقة (SPC) ومؤسسة نفط الشارقة الوطنية (SNOC) لتقييم إمكانيات الموارد غير التقليدية في إمارة الشارقة.
في وقت ما خلال منتصف الثمانينيات -عندما كان من المتعارف عليه أن الغاز الطبيعي منتج ثانوي غير مرغوب فيه بقطاع البترول- اتخذت شركة نفط الهلال موقفاً معارضاً ونظرة بعيدة المدى للسوق في المنطقة واستثمرت في مواردها بناءً على ذلك، وأطلقت عدداً من المبادرات التي سرعان ما وضعتنا في مقدمة مشروعات الغاز المتكاملة طويلة الأجل في المنطقة. بدءًا من عمليات التنقيب عن الغاز وإنتاجه مرورًا بنقل الغاز وتخزينه وتسويقه وتوزيعه وصولاً إلى عمليات تكرير الغاز ومعالجته وتسهيل الصناعات المعتمدة على الغاز، استطعنا بوصفنا شركة محلية دولية تحقيق أقصى قيمة مضافة للغاز المصنع محليًا، بدلاً من مجرد التركيز على الصادرات مثلما تفعل الكثير من شركات الغاز ممن ليس لديها من الحوافز ما يكفي لتطوير الاقتصاد المحلي. نقدم توضيحاً مفصلاً للقيمة التي أضافتها مشروعات شركة نفط الهلال لاقتصادات الإمارات العربية المتحدة ومنطقة كردستان العراق في قسم الأداء المجتمعي والاستدامة.
في عام 1985، قامت شركة نفط الهلال بترتيب أول عقد تجاري من نوعه فيما بين الإمارات لتوريد الغاز البري بالشارقة لصالح وزارة الكهرباء والماء الاتحادية بالإمارات العربية المتحدة وإبرام أول اتفاقية لتوريد وبيع الغاز البحري بين الإمارات وبعضها البعض، بين إمارتي الشارقة ودبي من خلال إنشاء خط أنابيب مخصص لهذا الغرض يبلغ طوله 92 كيلومتر، وقامت بربط محطة معالجة الغاز من حقل مبارك بالشارقة ليصل إلى جبل علي بدبي. واليوم ومع النقلة النوعية الجديدة في أسعار النفط، انطلق مجال الغاز في منطقة الخليج العربي على طريق النمو السريع والهام، موفرًا سوقًا رائجًا لموارد الغاز الضروري لإمداد محطات الطاقة بالوقود والصناعات المتنوعة المتعلقة بالغاز الذي يشهد بدوره نموًا سريعًا. أدى الدور الرائد الذي تلعبه شركة نفط الهلال في سوق الغاز إلى تأسيس شركة لتسويق الغاز تحت اسم شركة غاز الهلال الوطنية (CNGC) وتشتمل عمليات شركة غاز الهلال الوطنية على:
- نقل الغاز الحامضي، بموجب اتفاقية طويلة الأجل مبرمة مع الشركة المتحدة لنقل الغاز (UGTC) وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة دانة غاز ش.م.ع.
- نقل الغاز الحامضي بموجب اتفاقية طويلة الأجل مبرمة مع شركة ساجا للغاز الخاصة المحدودة (ساج جاز)، وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة دانة غاز ش.م.ع وهي تنتج الكبريت كمنتج ثانوي.
- معالجة الغاز الحامضي الرطب لاستخراج غازات البروبان والبيوتان والمنتجات المتكاثفة عبر مصنع الغاز المسال الموجود لدى شركة ساجا.
- بيع الغاز بجودة المستهلك النهائي بموجب اتفاقات بيع غاز لكبرى هيئات الماء والطاقة الحكومية (بما في ذلك الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء وهيئة كهرباء ومياه الشارقة) وتسويق وبيع الغاز للصناعات الجديدة التي يجري تأسيسها بالمنطقة الحرة بالحمرية.
- تسويق وبيع الغازات المسالة.
- تسويق وبيع الغازات المتكاثفة المستخرجة باستخدام مخزون الغازات المتكاثف الموجود وتغذية المنشآت الكائنة في الحمرية بالشارقة.
- تسويق وبيع الكبريت للأسواق بالمنطقة
حافظت شركة نفط الهلال على رياداتها عام 2005 من خلال قيامها بدور محوري في تأسيس شركة دانة للغاز التي تتداول في بورصة أبوظبي وهي أول شركة طاقة تدرج للاكتتاب العام في المنطقة. في ذلك الوقت، وصل الطلب على الطرح العام الأولي على أسهم الشركة 290 مليار درهم إماراتي على طرح عام بلغت قيمته ملياري درهم إماراتي. شركة نفط الهلال هي أكبر المساهمين في شركة دانة غاز وهو ما أتاح لنا المشاركة بصورة أكبر في سلسلة الغاز والقيمة المتكاملة.
في عام 2007، انتهت دانة غاز من الاستحواذ على شركة سنتوريون للطاقة المدرجة ببورصة تورنتو بقيمة مليار دولار أمريكي وهي شركة تمتلك أصولاً في مصر وتونس ونيجيريا. واليوم دانة غاز هي واحدة من أكبر منتجي الغاز المستقلين في مصر وهو ما مكنها من توسيع تواجد شركة نفط الهلال في هذا البلد ذي المكانة الهامة شمال القارة الأفريقية.
تمتلك شركة نفط الهلال معرفة وخبرة إقليمية كبيرة في قطاع النفط، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من القيم الثقافية المحلية المشتركة والالتزام الصارم بالعمل على تطوير مصادر الطاقة في منطقتنا؛ وبيرز ذلك جلياً في سجلنا وتاريخ عملنا، لذا فنحن بالتأكيد الشريك الأمثل للمشاريع والأعمال المنفذة في المنطقة. تشمل الخبرة الإقليمية ونقاط قوة شركة نفط الهلال ما يلي:
- القدرة على تطوير فرص الأعمال والاستفادة منها بصورة سريعة، دون تعقيدات بيروقراطية تضطر للالتزام بها؛ متفوقة في ذلك على العديد من منافسيها في قطاع النفط.
- العلاقات القوية الراسخة والاتصالات مع الجهات الرسمية ومتخذي القرارات في الحكومات وقطاعات الأعمال في المنطقة.
- الخبرة الإقليمية التي تمكن الشركة من تشغيل وتنفيذ المشروعات الصعبة، والتي تمثل تحدياً فنياً وتتطلب معرفة مفصلة بكيفية تسيير العمليات بنجاح وفاعلية من حيث التكلفة في منطقة الشرق الأوسط.
- القدرة على إدارة المشروعات والعمليات بصورة ناجحة وأكثر كفاءة من الناحية المالية مقارنة بالوافدين الجدد في المنطقة، وذلك نتيجة لخبرة نفط الهلال العميقة وتأسيسها لقاعدة دعم لوجيستي ضخمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تكرس نفط الهلال جهوداً مكثفة لتحقيق النمو والرخاء المشتركَين، ونحن نفتخر بما حققناه من إنجازات في الشارقة وإقليم كردستان العراق ومصر حيث كان لنا أثر هام على الاقتصاد الأوسع ومجال الطاقة، فضلاً عن تعزيز النسيج الاجتماعي للمجتمعات المحلية. سنستمر في الدخول في شراكات مع المؤسسات التعليمية والمنظمات غير الربحية وكيانات القطاع الخاص الأخرى للمساعدة في تمكين الشباب في المنطقة وضمان اكتسابهم للمهارات التي تحتاجها المنطقة الآن وفي السنوات المقبلة. ومن خلال مبادرات الاستدامة المختلفة لدينا، نسعى لاتباع أجندة عمل الأمم المتحدة لعام 2030 للتنمية المستدامة؛ ويبرز التزامنا بتحقيق التنمية المستدامة جلياً في جهودنا المبذولة للحد من البطالة وتحسين فرص نيل التعليم وضمان تحقيق نقلة نوعية في مشروعات الغاز الاقتصادية في استهلاك الطاقة من أجل توفير الطاقة للجميع.
وفضلاً عن المساهمة في الإنتاج العام المحلي لدى اقتصادات الدول التي نعمل بها، لطالما كانت شركة نفط الهلال داعمة نشطة للعديد من الأعمال الخيرية في المنطقة فيما يخص التعليم والفنون وتشجيع التنوع الثقافي والتراث والحفاظ عليهما. وفيما يلي عرض لبعض تلك المساهمات: